سرقة الآثار … الكنز المفقود 

همس وجهر _ ناهد اوشي 

 

 

*مؤخراً كشفت صحيفة (التايمز البريطانية) أن قطعا أثرية سودانية لا تقدر بثمن تعرض للبيع على موقع (إيباي) بعد تهريبها من السودان إثر إندلاع الحرب في الخامس عشر من ابريل العام 2023 .

*وقالت تتضمن المجموعة الضخمة للمتحف قطعا أثرية من العصر الحجري القديم، وعناصر من موقع كرمة الشهير بجوار النيل في شمال السودان، بالإضافة إلى قطع فرعونية ونوبية.

*وكانت هيئة الأمم المتحدة للثقافة والتربية والعلوم (اليونسكو) قد أعربت عن قلقها العميق إزاء التقارير الأخيرة عن احتمال نهب وإتلاف العديد من المتاحف والمؤسسات التراثية في السودان، بما في ذلك المتحف الوطني، على أيدي الجماعات المسلحة.

*وحذرت من أن التهديد الذي تتعرض له أعظم كنوز البلاد وصل مستوى غير مسبوق.

* مدير إدارة المتاحف بالهيئة العامة للاثار والمتاحف، رئيس وحدة متابعة الاثار المسروقة

د. إخلاص عبد اللطيف في تصر يحات ل (اصداء سودانية) كشفت النقاب عن توقيت سرقة الآثار السودانية ومقتنيات المتحف القومي عبر شاحنات كبيرة في أغسطس ٢٠٢٣ عن طريق امدرمان متجهة نحو الغرب ثم توزيعها على مناطق الحدود وخاصة جنوب السوداني، مشيره لتعرض متحف نيالا بدارفور ومتحف الخليفه عبد الله التعايشي للسرقه والتدمير .

 

*تلك الانباء الموسفه والموجعة حقا أكبر من أي مصيبة شهدتها الدول، فهي حرب على الهوية وطمس التراث والاثار والحضارة التي شيدها الأجداد منذ آلاف السنوات، وما نهب من آثار ومقتنيات المتحف القومي ومتحف نيالا ومتحف الخليفة عبد الله التعايشي ليست بالأمر الهين ولن تعوض أبدا، فهي كنوز لاتقدر بثمن أو اموال الدنيا كلها لن تستجلب لنا ارثنا وهويتنا وحضارتنا التي نفتخر بها ونعتز

 

*السودان منبع الحضارة والتراث والآثار إذ يمتد تاريخ المِنطقة التي تشكل السودان الحالي إلى العصور القديمة، حيث شهدت حضارة كرمة ( ق. 2500 قبل الميلاد – 1500 قبل الميلاد)، ثم صعود مملكة كوش ( ق. . 785 ق. م – 350 م)، ويذخر السودان باعداد ضخمة من المواقع الاثرية في كل ولاياته المختلفة ويشهد تنوع لايوجد في اي دولة . *الحرب التي اندلعت وامتدت اثارها إلى كافة المنشآت والمؤسسات تدميرا للبني التحتية بقدر ما احدثت من خراب إلا أن سرقة المقتنيات الاثرية جريمة لا تغتفر ويجب تتبع المجرمين وملاحقتهم عبر الانتربول واستعادة تلك الآثار المقتنيات، فهي كنوز لا تشتري بالمال ولا تقدر بثمن وهي هوية السودان وارثه الذي يجب أن نحافظ عليه للأجيال القادمة كما سلمة لنا الأجداد تاريخا ناصعا .