
لا أعرف لون الماء
حسن علي البطران
قصص قصيرة جداً
١/ ( ثعبان يبدل ثوبه )
*أركبُ سيارتي ذات اللون الأصفر ، أخفض صوت الراديو وأغادر الشاطىء ، يلمحني ثعبان مائي أو يعيش في الماء ، يعترض طريقي ، أقف ويقفز بجانبي .
يجاورني المسير ، أستمع معه موسيقى هادئة ، أصل هدفي ويغادر هو إلى حيث لا أدري ، أظل أتذكره سنوات طويلة ، أحكي لزوجتي وبناتي هذه القصة لا يصدقونني .
أحلم به يقول لي : إنني كبرت وتعريتُ من ثوبي القديم .
٢/ ( أرصفة بها إنارة )
*استفزه القدر ، ربط أحزمته ، مسك مقود سيارته ورحل عن الأرض التي أنجبته ، استقبلته المدينة ، فتحت له ذراعيها واحتضنته ، أحس بدفء مختلف ، نسي ماضيه ، ألتقى بصديق قديم في أحد شوارع المدينة ، بعد حوار بينهما قال له : لا أعرفك ..؟ سكت الرجل ورحل عنه رافعاً هامته وهو يهز رأسه .
٣/ ( عشق ممنوع )
*قال لها : أعشقك
تفاجأتْ ، كاد قلبها أن يقف ، وربما أصابها اضطراب وهلوسة ، بل بقيت مدة من الزمن بحالة هيستيرية ، لكنها عندما أفاقت رفعت قليلاً من فستانها حتى بان نصف ساقها ، وطلبت خرقة صفراء ممزقة من جانبين ، ولم تُستخدم إلا مرة واحدة ؛ وفي غرف النوم لغير المتزوجين ، حينما سُئلت عن السبب : قرأت الآيات الأولى من سورة البقرة .
٤/( فوق سطح الماء بقليل )
*لا يراها كما أنا أنظر إليها ، كالسمكة تتمايل ، وعندما تخرج من الماء تمر بحالة إغماء ، تصفق الهرة ، يلتفت إليها ، وسرعان ما تنزل وتذهب إلى أسفل المبنى ، وتبقى السمكة بين حياتين لا ثالثة لهما ، وهو في الأعلى ينظر إلى الكثير من شبيهات الأسماك والهرة تواصل هروبها .
٥/( تقاسيم لوحة )
*حرصت على مسك الفرشاة ، أرادت أن تطوي خيالها في لوحة ، تنظر منها تقاسيم البشر .. نظرت إليهم بمرآة فوجدت بينهم قزامى وآخرين طوالاً ، التباين بينهم كبير ، لكنهم يتجاورون ويتزاورون وربما يتسامرون .
*لكنها رأت حينما رمت ورقة من العملات الأجنبية أصبح القزامى تحت أقدام أقرانهم الطوال .. نعق الغراب ، توقف الناس ، أسراب من الفراشات تترك المكان ، يظل طوال القامة ينظرون بصمت إلى تلك الفراشات وهي تهاجر .