السياسي و المفكر علي عسكوري في حوار مع أصداء سودانية (1-2):

- الأحزاب شغالين إدانات وبيانات مباركة ولم تضعوا أي برنامج
- (القحاتة) وفروا الغطاء السياسي ل (حميدتي)
- نحن مجتمع شمولي ولا نتحمل الرأي الأخر
- الحرب بدأت عندما قتلت المليشيا المتظاهرين في العام 2013
- البشير كون الدعم السريع لتقديرات معينة رغم رفض الجيش
حوار – فريق أصداء:
شن السياسي والمفكر علي عسكوري هجوم عنيف على القوى السياسية السودانية، مبيناً أن وضع البلاد يتطلب وجود حكومة تكنوقراط تحت اشراف القوات المسلحة ، وقال عسكوري في حوار مع أصداء سودانية أن الراحل جون قرن قتل بمؤامرة امبريالية، كاشفا عن توفير قوى الحرية والتغيير الغطاء السياسي للدعم السريع.
*مرحب بيك على منصة أصداء سودانية
– سعيد أن أكون ضيف في حضرة الأساتذة مصطفى أبو العزائم وفتح الرحمن النحاس, ومحمد الفاتح.
*عملت في السياسة منذ فترة بعدية حدثنا عن عملك مع الراحل جنون قرن ؟
-نعم أنا كنت عضو مدني وكنت مقتنع ببرنامج السودان الجديد , وعندي تجربة توزيع الإغاثة في الثمانينيات أيام الجفاف الذي ضرب الساحل الافريقي وهذه تركت في دواخلي انطباعات كتيرة وهزتني, وقتها كنت خريج جديد وكنت بفتكر ان البلاد لازم يكون فيها تغيير جذري عبر برنامج السودان الجديد الذي أطلقه الراحل جون قرن وهو برنامج كان ممكن يخرج البلاد من الأزمات ، لكن سارت الرياح بما لايشتهي السفن، وفي عام 2012 عندما انفصال الجنوب البرنامج إنهار, وكنا نحلم بالوحدة مع الجنوب وقررت اخرج وقبل اتخاذ هذا القرار اندلعت الحرب في جبال النوبة والنيل الأزرق وصعب علي ترك الرفاق وهم في حالة حرب, وأجلت القرار, و تركت الحركة في العام 2011
*هل جون قرن قتل ولم تخرج نتائج التحقيق حتى اللحظة ؟
-نعم هو قتل بمؤامرة, الامبريالية العالمية لا ترغب بقادة لهم قدرات في افريقيا، وقرن قتل يوم ايده الشعب في الخرطوم، وقد كان مفكرا وليس قائدا عسكريا.
*القوى السياسية الحالية ليست قدر التحدي وهناك قوى لديها مبادئ ولكن مشروعاتها مفككة ..كيف ترى المشهد السياسي الآن ؟
-مع إحترامي للقوى السياسية , الآن لا يمكن ان نسميها قوى سياسية، الحزب السياسي لابد أن ينتج أفكار وبرامج، ويطرح حلول للمشاكل، الحرب الحالية كان يجب على القوى السياسية أن تطرح حلولا ، لكن يندر أن تجد حزب يضع برنامج لحل أزمة الحرب والنزوح والمعاناة التي تواجه الشعب السوداني, لكنها تجتمع وتصدر بيانات فقط , أما العمل الفكري والسياسي لا يوجد، هل الأحزاب ليس لديها كوادر أم لا تعرف (شغلها) لم أجد لهم العذر ،والإسلاميين كان لديهم فكرة محددة وطرحها الترابي ، وجون قرن كان لديه برنامج، الحرب يخوضها الجيش والمشتركة والجهات المساندة لهم، لكن الأحزاب (دورها شنو), وفكرة حوار سوداني -سوداني يجب أن تضع الأحزاب برنامج للحل ثم تناقش الأراء للخروج برؤية موحدة ، ولابد من طرح حلول للمشاكل الحياتية للناس ،و الانتخابات قضية مهمة والديمقراطية تتطلب فتح نقاشات مع الطرف الآخر ،أذكر أيام حكم الإمام الصادق المهدي غادر وفد من اساتذة الجامعات والتقى بقادة الحركة الشعبية وعند عودتهم اعتقلهم وزير الداخلية ، هل هذه هي الديمقراطية ، وانتخابات 86 كان فيها شفافية, وحتى الإسلاميين لم يحتجوا عدم فوز الترابي ، ونحنا كسودانيين نرى أن الديمقراطية هي قيام انتخابات فقط ، ونحن مجتمع شمولي ولا نتحمل الرأي الأخر, والناس دايرين نفكر بطريقتهم وهذا نتيجة لنظام التعليم، وهو نظام الحفظ سؤال وجواب فقط، وحتى وسط الإعلاميين هناك خطوط حمراء في طرح فكرة جديدة ويدافع عنها، والحرب لها مكاسب لأنها جعلتنا نفكر بصورة جديدة.
*كيف بدأت الحرب وماهي الأسباب هل الاتفاق الاطاري أم الرباعية ؟
-الحرب بدأت عام 2013 عندما جاءت مليشيا الدعم السريع وقتلت الطلاب, والجيش والشرطة لم يفعلوا مافعله الدعم السريع، المظاهرات كانت تقمع ولكن لا يوجد قتل مثل ماحدث ، بعدها طلع إبراهيم الشيخ وتحدث عن قتل المتظاهرين بواسطة الدعم السريع أدخلوه السجن, و الصادق المهدي تحدث وأيضا أدخل السجن, قائد المليشيا حميدتي قال الحكومة وقت حكومة تسوي ليها جيش تجي, ومعنى كلامه انا عندي جيش وأنا حامي الحكومة، وعملو ليه قانون واصبح يسيطر, وبعد الثورة جاء نائب رئيس و(شاف نفسوا).
*لكن بدأ حميدتي في تناغم مع البرهان وقتها؟
-الناس بفتكروا كدا ولكن التناغم كان مصطنع، والجيش كان رافض عمل الدعم السريع في عهد البشير و الرئيس البشير لتقديرات معينة كونه، والدعم السريع أصبح له بعد اقليمي ودولي بمشاركته في عاصفة الحزم وانفتح خارجياً وعمل أموال وتواصل مع أوروبا في قضية مكافحة الهجرة غير الشرعية وتلقوا أموال ضخمة وفتحت قنوات كثيرة للتواصل معهم ، وقد تكون القوى الخارجية ذرعت الفكرة أو حست أن حميدتي لديه مال وجيش وليس له قدرات علمية وهو سلطوي، ودفع من أطراف اقليمية وداخلية ومجموعة القحاتة وواضح من ترابط الأحداث ان (القحاتة) وفروا له الغطاء السياسي ودافعوا عنه، وكان هناك تناغم واضح بينهم, وجعفر حسن في تسجيل قال (نحنا يوم 11 لو استلمنا تاني زول بكون حايم مافي), وهذه براهين كثيرة، أنا حضرت اجتماعات في منزل السفير السعودي والسفير البريطاني والسفير الامريكي وكان واضح الترابط بين مجموعة الحرية والتغيير والقوى الخارجية.
*هل التقيت بقائد الدعم السريع ؟
– نعم في وزارة المالية في إطار عمل رسمي، واختلفت مع عبد الرحيم دقلو في وقت مبكر.
*من يكتب خارطة المسقبل هل الجيش أم الأحزاب ؟
-الجيش هو مكون أساسي في الدولة ، والحرب قضية أساسية، وأنا ما من أنصار أن الجيش يحكم, ولكن لابد أن يكون في دور محدد للجيش لحماية البلاد في هذا الظرف, والأحزاب مفككة, ومافي أي حزب يمكن أن يحكم لوحده لأنه لاوجود لكفاءات حزبية بداخلها, ولابد من ان تكون هناك علاقة قوية بين الأحزاب و القوات المسلحة، أنا ما من أنصار قيام انتخابات بعد عامين ، لأننا نعاني من ضروريات الحياة المياه المستشفيات والمدارس, أنا مع تشكيل حكومة تكنوقراط تستطيع أن تعمل وفق برنامج متفق بين الجيش والقوى السياسية.