كيكل في المواجهة مرة أخرى.. هجوم مبرر وشكوك مشروعة

تقرير- الطيب عباس:
آثارت تصريحات قائد درع السودان، أبو عاقلة كيكل، خلال لقائه بالصحفيين في مدينة بورتسودان، أول أمس الأحد ردود فعل واسعة في مواقع التواصل الاجتماعي دفعت مدير الإعلام بقوات درع السودان، عمار نايل للقول إن بعض التصريحات ملفقة.
لكن الحقيقة التي لا تقبل الشك أن كيكل أدلى بهذه التصريحات أمام جمع من الصحفيين، من بينهم عبد الماجد عبد الحميد وبكري المدني، ما يعد معه تبرؤ نايل بلا قيمة، إن لم يكن مجانب للحقيقة تماما.
تصريحات غامضة:
قال قائد درع السودان أبو عاقلة كيكل، إن حميدتي عايش وموجود بالخرطوم وأنه التقاه شخصيا قبل 12 يوما من انضمامه للجيش في 20 أكتوبر 2024، وأن حميدتي ظل موجودا بالخرطوم وغادرها قبل أيام قليلة من سيطرة الجيش على جسر سوبا في خواتيم فبراير الماضي.
تحدث كيكل أيضا بطريقة أغضبت الجميع حين نقل ردة فعل حميدتي التي أراد بها كيكل إظهار إنسانية قائد المليشيا بحسب ردود الأفعال، قال كيكل في هذه الجزئية، إن حميدتي كان يذرف الدموع عندما ينقلوا له أخبار انتهاكات قواته، لم يكتفي كيكل بذلك، وإنما قال إنه للهروب من تعليمات حميدتي بمهاجمة مدينة سنار، أقنعه بظهور (ثور أسود) أمام المدينة في كل مرة ينوون فيها الهجوم، وأنهم لن يهاجموا سنار ما لم يختفي هذا الثور الأسود، حد قوله.
هذه الجزئية تحديدا تعتبر بحسب مراقبين صادمة وتخالف الواقع وتقلل من تضحيات القوات المسلحة والقوات المساندة لها، حيث أن المليشيا بالفعل هاجمت سنار عبر محور كبري العرب ومحور مايرنو في معارك استمرت لأيام وفشلت في دخول المدينة.
ردود فعل متباينة:
ردود الأفعال كان بعضها عنيفا وأخر منطقيا، سيما على الجزئية المتعلقة بسنار، وقال قائد قوات العمل الخاص بولاية سنار فتح العليم الشوبلي ردا على كيكل، إن الجيش والمقاومة الشعبية وكتائب البراء بن مالك هي من دافعت عن سنار ومنعت المليشيا من دخول المدينة وأنها مستعدة اليوم وغدا وفي أي يوم للدفاع عن المدينة.
من جهته قال القيادي المقرب من المقاومة الشعبية، أبو بكر محمد يوسف، إن سنار قدمت الشهيد الباشمندس محمد بشير وأشرف وياسر عبدالباقي والجبرا وبشرى الأمين وعشرات من خيار الخيار ومن ثم يحدثونك عن (الثور الأسود)، في إشارة لحديث كيكل.
الردود العنيفة تجاوزت تضحيات كيكل ودرع السودان وطالبته بالرجوع لصفوف المليشيا مرة أخرى ومهاجمة سنار من جديد إن هو يستطيع دخولها،آخرون تجاوزوا موضوع سنار وصبوا نقدهم عن إنسانية حميدتي المزعومة ونبشوا في خفايا التفاصيل لمعرفة ماذا يقصد كيكل من ذكر دموع قائد المليشيا التي يذرفها عند إخباره بانتهاكات قواته، معتبرين أن ذكر قصة دموع التماسيح هذه فيها إساءة بالغة لضحايا الانتهاكات.
بالمجمل فإن كيكل فيما يبدو وبحسب متابعين داس على نضاله الأخير بهذه التصريحات التي لم تكن موفقة ولم يكن هو نفسه بحاجة لها، ويرى مراقبون أن التضحيات الكبيرة التي قدمتها قوات درع السودان في معركة الكرامة تخضع حاليا لامتحان عسير، متمنين أن يكون قائد درع السودان خذله التعبير في هذه التصريحات وليس قال ما قاله عن قصد، لأن مجمل ما قاله بحسب مراقبين يصور قائد المليشيا حميدتي كرجل مشبع بالإنسانية يذرف الدموع على ضحاياه في صورة من صور الملهاة التي تريد الإيحاء بأن حميدتي يرفض هذه الانتهاكات لكنها بالمقابل تريد إقناع الجميع بأن الرجل فعلا لا يملك من الأمر شئ وأنه مغلوب هو الأخر.
إختيار المستشارين:
المشفقون على تجربة قوات درع السودان، طالبوا بضرورة اختيار مستشارين وإعلاميين أكفاء في مكتب قائد درع السودان، معتبرين أن تصريحات كيكل و(شطحاته) التي تكررت منذ تصريحاته بشأن وزير المالية، توضح أن الرجل يفتقد للحس الإعلامي ويعوزه المستشارون الآمينون الذين يرسمون له مسار الخط الإعلامي ويحددون ما يقال وما لا يقال وكيف ومتى يقال، كما يهندسون له الإجابات ويطلعون على تفاصيل المقابلات الصحفية، ويلقنوه مهارات التهرب من السؤال وكيفية التجاوز والتغافل عن الأسئلة المفخخة.