الشراكات الاقتصادية…القطاع الخاص يلتقط القفاز
تقرير- ناهد اوشي:
الحرب التي اندلعت في الخامس عشر من أبريل ألقت بظلالها السالبة على كافة القطاعات خاصة الانتاجية حيث توقفت حركة الانتاج وأصاب الشلل جميع مفاصل الاقتصاد السوداني .
و قطاع الزراعة والإنتاج الحيواني والذي يعتبر مصدر الخام أساس أي نهضة صناعية لم ينجو من التدمير الممنهج، حيث تضرر القطاع بنسبة تتجاوز 85%، وخرجت كل المشروعات الكبيرة والمتوسطة وحتى الصغيرة من دورة الاقتصاد السوداني .
التقاط القفاز:
القطاع الخاص وكعادته في دعم الاقتصاد الوطني واقالة عثرته التقط قفاز مبادرة تشاركية للنهوض بالقطاع الزراعي والحيواني،
وشدد المهندس زراعي أبوسارة بابكر حسن صالح مدير عام شركة وادي المقدم على اهمية تخطي المرحلة الحرجة للاقتصاد السوداني من خلال الاستثمارات التضامنية أو التساهمية عبر إنشاء شركة متعددة الأغراض بأسهم متساوية لأعضاء مجموعة نادي رجال وسيدات الأعمال، والحصول على اراضي زراعية وموقع لتأسيس مدينة صناعية وسيطة لصناعات تحويلية وموقع لمحجر صحي متطور وغيرها.
وأعلن العمل على إعداد دراسات اولية مستعجلة لحجم رأس المال التأسيسي والتشغيلي و كيفية التمويل ب (محفظة) او تمويل عبر أي من برامج تمويلات خارجية ضمن عملية إعادة تأهيل الاقتصاد السوداني وقطاعاته.
ووضع مشروع شركة وادي المقدم للاستثمار الزراعي والصناعي المحدودة بمنطقة ام جواسير في مساحة خمسة و خمسون الف فدان بامتداد ١١ كيلو و ٦٠٠ متر على طريق شريان الشمال تحت تصرف المجموعة، وقال مستعدون أن نحاصصه مع المجموعة دون اي مقابل.
مدينة صناعية:
وأشار إلى أن المشروع به تصديق خمسة آلاف فدان مدينة سكنية و جواره مدينة صناعية محورية مقترحة بعدة مناطق بالشمالية.
مشدداً على أهمية العمل في قطاعات الخام الانتاجية واقامة مدينة صناعية متوسطة لسد فجوة الصادر بقيمة و ميزة اقتصادية مضافة خاصة وأن المصانع خرجت من الاقتصاد بسبب الدمار الذي حدث لها خلال الحرب، وقال ما لم تقم مدن صناعية بديلة وبسرعة سنكون دولة للخام فقط وهذا هدر للموارد.
وبتصنيف الاماكن الآمنة نسبيا للاستثمار الزراعي و الحيواني واقامة مجمع صناعات تحويلية خفيفة، اوضح امكانية التركيز على مشاريع في كل من ولايات كسلا ( طوكر) و الشمالية مناطق القولد و الدبة وأم جواسير و أراضي سد مروي وأراضي شمال كردفان الموازية لشريان الشمال.
تمركز الصناعات:
الخبير الزراعي المهندس فيصل محمد علي أكد أهمية الشراكات، وقال إن إعادة الإعمار تحتاج الى رأس مال ضخم وسرعة انجاز في مختلف المجالات، خاصة في القطاع الزراعي بشقيه النباتي والحيواني بيد أنه نبه لعدم الوقوع في أخطاء الماضي في تمركز الصناعات في العاصمة، وقال يجب تجنب تركيز الصناعات في منطقة واحدة حتى تكون التنمية متوازنة، كما ويجب تعديل قانون الاستثمار ليستوعب امتياز أكبر للميزة النسبية والتوزيع العلمي العادل .
وقف البندقية:
رئيس نادي رجال وسيدات الأعمال زاهر صديق أكد أن الشراكات هي مخرج السودان الآن، مشيرا لاهمية تغطية الفجوة الزراعية من خلال تحسين الزراعة والتقاوي وتحديث المدن الصناعية مع إيجاد نموذج لمدن صناعية سكنية زراعية ووجود نافذة موحدة لكل الخدمات.
وقال إن الخطوة لن تتم إلا بوقف البندقية وتحقيق استقرار للدولة لتصبح المناطق آمنة وجاذبة للاستثمار.