العلاقات السودانية الصينية .. مكاسب و فرص مواتية

تقرير – ناهد اوشي:
قاعة الصداقة صرح يجسد متانة العلاقات السودانية الصينية التي لا لبس فيها ولا تقاطع مصلحة، علاقات سادها الاحترام المتبادل وتحقيق المكاسب الاقتصادية المشتركة حيث يمثل السودان جسرا للصين تعبر من خلاله إلى أفريقيا، وتشكل الصين طوق نجاه للموارد السودانية واستغلالها الأمثل من خلال الاستثمارات الصينية، لذلك فإن مشاركة السودان بوفد رفيع بقيادة رئيس مجلس السيادة في منتدى التعاون الصيني الافريقي من شأنه ان يحقق مكاسب اقتصادية جمه، كما أشار الخبير الاقتصادي د. هيثم محمد فتحي، الذي قال إن زيارة رئيس مجلس السيادة للصين تمثل فرصة ليست كسابقاتها للحديث بصورة مركزة ودقيقة عن فرص اقتصادية خاصة بصناعة التعدين.
عصر التعدين:
وقال فتحي في حديثه ل (أصداء سودانية) أن ما يحتاجه التعدين لا يعادل ربع ما تم صرفه في البترول، وأن مخاطر صناعة التعدين رغم عظمها تظل اقل من مخاطر صناعة البترول وهوما يغري الصين، وأشار إلى أن عصر القروض الكبيرة انتهى، وأن ما سيأتي بعد ذلك لن يكون بمستوى الحجم والضخامة السابقين. بل سيكون بنظام (فائز، فائز)، وقال إن عدم احتواء القروض الصينية على شروط تتعلق بالبيئة أو حقوق الإنسان، أو غيرها من الشروط التي تفرضها منظمات مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، هو ما لاقى التقدير من الحكومات الإفريقية.
شريك تجاري:
وأبان هيثم أن الصين تَعْتَبِرُ أكبر شريك تجاري للسودان بحجم تبادل تجاري بلغ من قبل أكثر من مليار دولار، وبلغت الاستثمارات الصينية المنفذة أكثر من 11 مليار دولار، وأن العلاقات مع الصين تتميز بالخصوصية لذلك يسعى السودان لتطويرها في المجالات التجارية وبناء شراكات اقتصادية،
حيث ان الصين تمول بدون أي شروط سياسية، كما أنها تبذل جهودا نشطة لمساعدة الدول الأفريقية على تخفيف ضغوط الديون من خلال قنوات مختلفة، و سبق أن تنازلت عن قروض كانت تستحق في نهاية عام 2021 لـ 17 دولة إفريقيا، وأن التجارة بين الصين والسودان تتمتع بتوازن يعكس احتياجات الجانبين.
وأشار فتحي إلى أن الصين تستورد المواد الخام لتلبية احتياجاتها الصناعية المتزايدة. و تصدّر مجموعة واسعة من المنتجات للسودان ، تتنوع بين المنتجات الإلكترونية، والآلات، والسيارات، والملابس، إضافة إلى المواد الإنشائية اللازمة لمشاريع البنية التحتية.
توقيع اتفاقيات:
هذا وكانت مجموعة تنمية الصادرات المنضوية تحت منظومة الصناعات الدفاعية وشركة AHCOF الصينية قد وقعا اتفاقية لتطوير القطاع الزراعي بالسودان وسط توقعات بأن تسهم في تعزيز التعاون المشترك بين السودان وبكين في مجال تطوير قطاع الزراعة بالسودان، وزيادة حجم الاستيراد من الحبوب الزيتية من السودان، كما وتم توقيع اتفاقيات في مجالات الطاقة الشمسية والتعدين لسد الفجوة في هذا المجال، وتسهم الاتفاقية في إنتاج 1500 ميغاواط من الطاقة الشمسية فضلاً عن السعي نحو إستخدام معدات كهربائية تعمل بالطاقة الشمسية لتقليل الصرف في الكهرباء .
إصلاح خطوط النقل:
وعلى هامش المنتدى تم توقيع اتفاقيات مع شركات الكهرباء في الصين لإصلاح خطوط النقل وتوفير المعدات والمحولات المطلوبة لتسهيل نقل الكهرباء من مناطق التوليد لمناطق الاستهلاك، وتوقيع مذكرات تفاهم لاستخلاص المعادن النفيسة عبر شراكات إستراتيجية، الجدير بالذكر ان هذه الاتفاقيات من شأنها أن تعزز مبدأ الشراكة الإستراتيجية التي تربط بين البلدين.