زيارة وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي .. خطوة نحو تلمس قضايا البلاد

- البرهان أكد للوفد أن ما يتعرض له السودان يمثل استعماراً جديداً
- زيارة وفد مجلس السلم والأمن الإفريقي… خطوة نحو تلمس قضايا البلاد
- السفير محمد جاد: مصر ترفض فكرة دخول قوات أفريقية للسودان
تقرير – عاكفة الشيخ بشير:
قام وفد مجلس مجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الافريقي برئاسة السفير محمد جاد سفير مصر لدى اثيوبيا المندوب الدائم لدى الاتحاد الافريقي والرئيس الدوري لمجلس السلم والأمن ، وتعد هذه الزيارة خطوة إيجابية جديدة للاتحاد الإفريقي نحو السودان بعد تعليق عضويته في السادس والعشرين من أكتوبر عام ٢٠٢١م ونقطة تحول في علاقة الطرفين.
وحفلت الزيارة بالكثير من الأحداث للتعريف بما يجري في السودان باعتبار أن مجلس السلم والأمن الأفريقي هو أحد أهم أجهزة الاتحاد وأن السودان لم يغب عن أجندة اجتماعاته
وابتدر الوفد زيارته باجتماعات مكثفة مع المسؤولين بمجلس الوزراء, واستمع لشرح تفصيلي من رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان حول مختلف الملفات العسكرية والأمنية والسياسية والإنسانية.
استعمار جديد:
رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أكد للوفد أن ما يتعرض له السودان يمثل استعمارا جديدا وإن تجاهل الاتحاد الافريقي للأزمة التي يعيشها شعب السودان ناتج من عدم معرفته بحقيقة هذه الأزمة, مشيرا إلى رفضه السيطرة على السودان بواسطة جهات أجنبية تستخدم المليشيا في حربها ضد البلاد.
وأضاف إن المليشيا الإرهابية المتمردة تعمل على مهاجمة المدن الآمنة وتنتهك حرمات المواطنين وتنهب ممتلكاتهم, مشيرا إلى أن كل العالم شاهد كل ذلك ولم يحرك ساكناً
المواقف السالبة:
وأبدى عضو مجلس السيادة الانتقالي مساعد القائد العام الفريق مهندس بحري مستشار إبراهيم جابر لدى لقاءه الوفد تحفظا على المواقف السالبة وغياب صوت العديد من الدول الأفريقية وصمتها عما يدور في المشهد السوداني وعدم تقديم إدانة واضحة لانتهاكات مليشيا الدعم السريع الإرهابية فضلا عن الدول التي اسهمت في دعم ومساندة هذه المليشيا المتمردة الأمر الذي اسهم في إطالة أمد الحرب الدائرة بالبلاد
وأكد حرص السودان على إحلال السلام ووقف معاناة الشعب السوداني والانفتاح على كافة المبادرات التي من شأنها تحقيق الأمن والاستقرار وفرض سيادة الدولة السودانية وحفظ كرامة الشعب السوداني.
خارطة طريق محددة:
وأكد القائد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور ، رئيس حركة تحرير السودان للوفد رفض السودان القاطع للتدخلات الدولية والإقليمية السالبة وخاصة تدخلات بعض الدول التي تساهم في زيادة إشعال الحرب من خلال تقديم الدعم العسكري لمليشيا الدعم السريع المتمردة.
وقال أن الوفد جاء حاملاً رسالة من مفوضية الاتحاد الإفريقي مفادها سعي الاتحاد للوصول إلى وقف إطلاق النار والوصول إلى حل وفقا لخارطة طريق محددة وطرحنا عليهم رؤيتنا بأن تتم الحلول وفق الإرادة السودانية باعتبار الأطراف الدولية والسودانية أطرافا مساندة للحل وليست أطرافا للتدخل وقد أوضحنا رؤيتنا خاصة في إقليم دارفور للحلول وقدمنا شرحا عن الأوضاع الإنسانية التي نجمت عن حصار الفاشر من قبل المليشيا.
تفصيل للجرائم والانتهاكات:
وقدمت اللجنة الوطنية للتحقيق في جرائم وانتهاكات القانون الوطني والقانون الدولي الإنساني برئاسة النائب العام مولانا الفاتح محمد عيسى طيفور ، شرحا تفصيليا للجرائم والانتهاكات التي وقعت اثناء الحرب التي ارتكبتها المليشيا المتمردة إضافة إلى إحصاءات الدعاوى الجنائية المقيدة لدى النيابة العامة وتلك التي تمت إحالتها للمحكمة.
وأبدت ملاحظاتها على تقرير لجنة تقصي الحقائق المشكلة من قبل مجلس حقوق الإنسان حيث أكد النائب العام بأنها خالفت اختصاصاتها وتفويضها ، ولم تلتزم بالمعايير المتبعة في منهجية عمل لجان التحقيق, وتم عرض فيديو توثيقي للجرائم والانتهاكات التي مارستها المليشيا المتمردة.
واجتمع الوفد مع القوى السياسية الوطنية ومنظمات المجتمع المدني وطالبت القوى بتصنيف مليشيا الدعم السريع منظمة إرهابية والقيام بدور إيجابي فاعل وداعم للشعب السوداني.
حماية مؤسسات الدولة:
وأكد مجلس السلم والأمن الإفريقي على لسان رئيسه حرصه على حماية مؤسسات الدولة الرسمية والمحافظة على تماسكها، مبينا أن المجلس يدرك أهمية هذا الأمر ويعني ذلك. وأضاف جاد إن مجلس السلم والأمن الأفريقي سيكون قريبا من السودان خلال الفترة المقبلة لتلمس قضاياه ومشاكله، مؤكدا حرص المجلس على استقرار السودان.
وأضاف أن الزيارة واللقاءات التي تمت ساعدت في تفهم الوفد لأبعاد الأزمة االسودانية مؤكدا دعم المجلس للسودان حتى يتم تحقيق السلام بالبلاد مشيرا إلى أن اللقاء تطرق إلى ضرورة إيجاد البيئة اللازمة لاستعادة السودان لعضويته في الاتحاد الإفريقي.
وقال ( لا يمكن أن يمر السودان بمثل هكذا أزمة وتكون عضويته مجمدة في الاتحاد الافريقي ) مؤكدا سعي المجلس لإحلال السلام في السودان ووقف إطلاق النار ودعم تسهيل وصول المساعدات الإنسانية للشعب السوداني.
مصر ترفض الفكرة:
وبشأن تصريحات المبعوث الأمريكي الخاص للسودان، توم بيرييلو، التي كشف فيها عن فتح قنوات اتصال مع الاتحاد الأفريقي بخصوص تهيئته لإعداد وتجهيز قوات للتدخل، بهدف حماية المدنيين في السودان، أكد جاد رفض مصر القاطع لهذا الطرح، قائلاً: “أن هذا الطرح ليس أمراً جديداً، وعلى هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في يوم 25 سبتمبر الماضي، تمت الدعوة لاجتماع بشأن السودان من بعض الدول الغربية، وتم طرح فكرة ارسال قوات أفريقية إلى السودان وهو ما تم رفضه بشكل قاطع من جانب مصر ومن جانب الدول الأفريقية الأخرى التي شاركت فيه.
تضامن مع الشعب السوداني:
وأصدر المجلس بيانا تناول فيه الاتصالات التي جرت مع المسؤولين ومجموعة من قادة الاحزاب السياسية والزعماء الدينيين وممثلي المجتمع المدني مشيرا إلى أن الزيارة تعد تعبيرا عن تضامن الاتحاد مع الشعب السوداني
الجدير بالذكر أن مجلس السلم والأمن، أحد أفرع الاتحاد الأفريقي الهامة، وهو المسؤول عن تنفيذ قرارات الاتحاد، ويشابه إلى حد ما مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة وقد تم إنشاؤه ، كهيئة تعمل على تسوية النزاعات في ظل الاتحاد الإفريقي, ويتولى مهاما منها تعزيز السلام والأمن والاستقرار في أفريقيا ، صنع السلام ، بما في ذلك استخدام المساعي الحميدة والوساطة والمصالحة والتحقيق ، بناء السلام وإعادة التعمير في فترة ما بعد النزاعات والعمل الانساني وإدارة الكوارث.
وضم الوفد ممثلين للدول الأعضاء بجانب مفوض السلم والأمن والشؤون السياسية ومندوب الإتحاد الإفريقي بالسودان السفير محمد بلعيش الذي قال إن هذه الزيارة ستشكل خارطة طريق لإعادة إرتباط السودان بالإتحاد الإفريقي
إرتباط إيجابي جديد:
من جانبه قال السفير الزين إبراهيم حسين سفير السودان باثيوبيا والمندوب الدائم لدى الاتحاد الافريقي في تصريح صحفي أن زيارة مجلس السلم والأمن الإفريقي تكتسب أهميتها كونها الزيارة الأولى منذ عام ٢٠١٥م وهي تنبئ عن إرتباط إيجابي جديد للإتحاد الإفريقي بالسودان بعد تعليق عضويته في السادس والعشرين من إكتوبر عام ٢٠٢١م بعد الاجراءات التصحيحية الخاصة بفض الشراكة مع المكون المدني