العيد في أمدرمان ..عودة نسبية للمظاهر ..

تقرير : هيثم السيد
..إختلفت مشاهد عيد الأضحي المبارك هذا العام عن العيدين السابقين في أمدرمان حيث بدأ الناس يستعيدون الأحساس بالعيد بعد أن فقدوه خلال عامي الحرب .
(أصداء سودانية) تجولت في الصباح الباكر من أول أيام العيد في أبوسعد، ثم منطقة امدرمان القديمة وحتى شارع الوادي ،كانت البداية بحي الموردة شرق حيث تدافع سكان المنطقة لأداء صلاة العيد بمسجد السادة الأدارسة ، أقيمت الصلاة في تمام السابعة صباحا داخل حرم المسجد العريق تنفيذا لتوجيهات لجنة أمن الولاية، خطيب المسجد تحدث عن أهمية تعظيم شعائر العيد ومواصلة الأرحام ،كما تحدث عن أهمية مراجعة النفوس والتقرب الي الله .
بعد الصلاة عمرت أزقة الموردة بمعايدات الجيران وبتجمعات الأطفال الذين أعادوا مظاهر العيد التي غابت خلال عامي الحرب .
إلتف الأطفال حول الزبائح علي قلتها ،فقد لاحظنا شكاوى الغالبية من ارتفاع أسعار الخراف التي تراوحت مابين ٦٠٠ الي ٥٠٠ ألف جنيه .
يقول ربيع محمود من سكان الموردة أن العيد هذا العام افضل نوعا عن سابقيه ،رغم أننا فقدنا أعداد كبيرة من الجيران الذين غادروا المنطقة بسبب الحرب ،وأشار الي أن غالبية الموجودين بمنازل الموردة الآن هم وافدين من مناطق امبدة والفتيحاب.
..المؤسسة الوطنية التعاونية شاركت سكان منطقة فريق ريد بالموردة شرق أفراح العيد حيث قامت بذبح عجل تم تقسيمه علي الوافدين عن طريق مشرفي تكية المنطقة ،وكان للمبادرة أثرها الطيب في نفوس الجميع .
في منطقة موقف الشهداء الشهيرة كانت هناك حركة نشطة للمواصلات في أول أيام العيد ،خاصة من شمال امدرمان الي جنوبها ،وأثناء طريقنا الي شمال امدرمان لاحظنا عودة بعض الأسر الي منطقتي القلعة وودنوباوي ،كما أن محطات الوقود تعمل في تقديم خدماتها لأصحاب السيارات الخاصة والرقشات .
..مع بداية شارع الوادي شمال مقابر احمد شرفي أختلفت مظاهر الحياة تماما ،حيث تزدحم الشوارع بحركة الأسر عبر سياراتهم الخاصة ،وفتحت البقالات والمخابز أبوابها ،لكن اللافت للأنتباه هو وجود زبائح نحرت أمام محلات بيع اللحوم ، بسؤالنا عنها علمنا أن الهدف من ذلك هو تمكين غير القادرين علي شراء الأضحي من شراء اللحوم بالكيلو ،وبالفعل كان هناك اقبال طيب علي شراء اللحوم .
..في منطقة جنوب امدرمان غابت مظاهر العيد بسبب هجر السكان للمنطقة نسبة لأنعدام خدمة المياه ،بعض الأسر التي عادت الي منطقة أبوسعد جنوب والشقلة و صالحة عادت أدراجها بسبب ندرة المياه ..
في صالحة أضطرت غالبية الأسر للبقاء بالمنطقة لأجل حماية منازلهم من الحرامية الذين يستهدفون المنطقة منذ تحريرها قبل أكثر من ٢٠ يوما .
..لاحظنا وجود حراك اجتماعي كبير داخل مجتمع امدرمان القديمة، شعرنا بأن فرحة العيد منقوصة في مناطق جنوب امدرمان بسبب انعدام المياه ،حيث تظهر معاناة المواطنين بوضوح من خلال التواجد لساعات تحت هجير الشمس لأجل الحصول علي مياه الشرب من الآبار ومن النيل مباشرة .