أسرار المؤامرة على السودان.. إفريقيا الوسطى … خط إمداد المليشيا (1)

 

تقرير- علي منصور:

تعتبر دولة أفريقيا الوسطى بمثابة خط إمداد لتجنيد المقاتلين في صفوف مليشيا الدعم السريع المتمردة ورغم أن حرب السودان لها انعكاسات سلبية على دول المنطقة لما تحمله من تداعيات خطِرة تهدد دول الجوار خاصة والأمن العالمي بشكل عام.

القضاء على المعارضة:
تداعيات الوضع الجديد إقليمياً حيث ننظر إلى الملفات المشتركة بين السودان وجيرانه, وأظهرت تلك التداعيات أن حكومة أفريقيا الوسطى ترغب في دعم من مليشيا الدعم السريع في السودان, ومجموعة (فاغنر) للمساهمة في القضاء على الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى المعارضة بقيادة نور الدين آدم, واتحاد السلام في أفريقيا الوسطى بقيادة علي داراسا وبعض المجموعات المتمردة الأخرى, حيث أن هناك أكثر من (1000) مرتزق روسي من مجموعة فاغنر الشهيرة بجرائمها النكراء موجودون في إفريقيا الوسطى منذ قدومهم إليها في عام 2018.

تسهيل تسلل فاغنر:
قائد المليشيا محمد حمدان دقلو(حميدتي) أبرم في ديسمبر سنة 2022 اتفاقًا مع وزير أفريقيا الوسطى للثروة والصحة الحيوانية حسن بوبا في بلدة (أم دافوق) الحدودية بين السودان وافريقيا الأسطى.
وأشارت التقارير إلى أن مجموعة (فاغنر) وعبر شركة (إم- إنفيست) الروسية, تمكنت من التسلل والعمل في مجال التنقيب عن الذهب في مناجم مناطق الردوم بتسهيلات من زعيم المليشيا (حميدتي),وقالت التقارير أنه وعلى الرغم من أن قادة المليشيا السودانية إستعانوا بمليشيات إفريقيا الوسطى في الحرب بالسودان إلا أن لعبة المصالح الذاتية دفعت حكومة إفريقيا الوسطى للتعاون مع مليشيا الدعم السريع.

المليشيا تستعين بالجماعات المعارضة:
ومن المجموعات التي إستعانت بها مليشيا الدعم السريع الجبهة الشعبية لنهضة جمهورية أفريقيا الوسطى التي شاركت بالفعل في الحرب الدائرة في السودان مستخدمة منطقة (أم دافوق) على الجانب الآخر من الحدود مركزا لوجستيا رئيسيا حيث تتحرك بسهولة عبر الحدود بفضل شبكة أنشئت منذ زمن طويل, وبحسب تقارير أممية أن مليشيا الدعم السريع جندت عناصر في صفوف جماعات مسلحة في أفريقيا الوسطى وهي جماعات مسلحة تابعة للمعارضة في أفريقيا الوسطى لإرسالهم للقتال في السودان ضمن مليشيا الدعم السريع, فالجبهة الشعبية لنهضة جمهورية أفريقيا الوسطى شاركت في القتال الدائر في السودان, وأن هذه الجماعة المسلحة وغيرها لا تزال قادرة على المرور بكل حرية من السودان إلى جمهورية أفريقيا الوسطى واستخدام الأراضي السودانية لشن هجمات في ولاية (فاكاغا) في أفريقيا الوسطى, وفي هذا السياق دعا الخبراء سلطات أفريقيا الوسطى إلى مكافحة عودة تهريب الأسلحة من البلدان المجاورة خصوصا في ضوء حالة الصراع السائدة حاليا في السودان وإلى مكافحة تسلل المقاتلين الأجانب إلى أفريقيا الوسطى وهو ما يشكل تهديدا كبيرا على المدى الطويل للمنطقة.

حالة من الغموض:
وأشارت التقارير إلى أن الحرب التي اندلعت في أبريل 2023 في السودان كان لها تداعيات كبيرة على الوضع في جمهورية أفريقيا الوسطى, وتطرق التقرير إلى الوضع الإنساني ,مشيرا إلى تدفق آلاف اللاجئين السودانيين فضلا عن توغلات في أراضي أفريقيا الوسطى, والمح التقارير إلى أن هناك حالة من الغموض يمارسها رئيس أفريقيا الوسطى في تعامله مع السودان,
حيث عقدت حكومته اتفاقا مع مليشيا الدعم السريع بعد إعلان تمردها لمساعدتها في التصدي للجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى المتمردة, لكن الواقع عكس ذلك إذ تقوم المليشيا بالتعاون معها , خاصة بعد تعرض قوات المليشيا لهزة عنيفة في دارفور بعد أن فكت الحركات المسلحة حيادها ودخلت الحرب, فهناك عدد من الاجسام التي تعاونت معها مثل الجبهة الشعبية لنهضة إفريقيا الوسطى وهي جماعة مسلحة في جمهورية أفريقيا الوسطى تسيطر على معظم الجزء الشمالي من البلاد بما في ذلك عواصم المحافظات مثل كاغا باندورو ونديلي وتأسست في 10 يونيو 2014 في بيراو وسرعان ما سيطرت على المحافظات الشمالية وكانت أحد أطراف اتفاق السلام في 2019 وهناك السيليكا وهي جماعة مقاتلة تأسست سنة 2012 من مجموعة من المتمردين المعارضين لحكم فرانسوا بوزيزي أغلبهم من المسلمين واستولت على السلطة في 24 مارس 2013 بعد دحرها للقوات الحكومية وتولى زعيمها ميشال دجوكوديا الرئاسة كأول رئيس مسلم لهذا البلد الأفريقي غير أنه استقال بعد دخول البلاد في حرب عرقية بين المسلمين والمسيحيين ما أدى لمقتل الآلاف خصوصاً من المسلمين ما تسبب في تدخل القوات الفرنسية والأفريقية لايقاف الحرب وبسط الاستقرار وتفيد تقارير أن أعضاء من جماعة سيليكا قاموا بنهب القرى وقتل المسيحيين وكذلك مؤيدي الرئيس السابق فرانسوا بوزيزي ووفقاً ل (هيومن رايتس ووتش) قامت مجموعة مُنشقة عن سيليكا بارتكاب فظائع جماعية وكانت قد عيّنت مجلسا عسكريا للحركة وقائدا للأركان بهدف توحيد صفوف مقاتليها وإعادة هيكلتها في مؤتمر عقد بمدينة نديلي ووقتها قال العقيد جوما ناركويو إن مؤتمر حركة سيليكا الذي يضم أكثر من خمسمائة ضابط ومسؤول والذي عقد في مدينة نديلي على بعد أكثر من 650 كيلومتر شمال شرقي العاصمة بانغي عينوا الجنرال جوزيف زينديكو قائدا للمجموعة.

وأضاف أن الهدف من تشكيل هيئة أركان عامة لحركة سيليكا هو توحيد صفوف جميع مقاتلي سيليكا وإعادة هيكلتها لأنهم مشتتون يذكر أن جوزيف زوندييكو هو قائد الجناح العسكري لتحالف سيليكا خلال حرب جمهورية أفريقيا الوسطى الأهلية ولد زوندييكو في محافظة فاكاجا وانضم إلى الجيش في عام 1997م وتمت ترقيته إلى ملازم أول وفي عام 2006 انضم إلى متمردي اتحاد القوى الديمقراطية من أجل التجمع كان له دور رئيسي في إسقاط الرئيس فرانسوا بوزيزيه وبعد أن تولي ميشيل جوتوديا مقاليد الحكم تمت ترقيته إلى عقيد ثم عميد وأصبح قائد في تحالف سيليكا في نديلي في 9 مايو 2014 رفض اتفاق وقف إطلاق النار بين ميليشيا سيليكا والميليشيا المسيحية أنتي بالاكا الذي تم في 24 يوليو 2014 قائلا بأن الاتفاق تم بدون مشاورة الجناح العسكري في الحركة بعد حل سيليكا أصبح رئيس الجبهة الشعبية لنهضة أفريقيا الوسطى (FPRC) والتي تتكون من مقاتلي شعب الفولاني ومقاتلي سيليكا السابقين