رسالة إلى لاعبي المريخ 

خارطة الطريق – ناصر بابكر. 

 

. بعيدا عن الجوانب الفنية، سواء المشاكل الدفاعية أو الشق البدني المتعلق باللياقة، فإن أكثر نقطة تثير اهتمامي، وأتمنى أن يتم تكثيف العمل عليها، لتظهر بشكل مختلف في موقعة الأحد، هي النقطة التي تتعلق بشخصية الفريق.

 

. تلك النقطة ركزت عليها بشكل كبير قبل جولة جوبا، وأشرت أن الجوانب النفسية والذهنية، ودرجة الثقة والثبات الانفعالي، والقدرة على التعامل مع تقلبات المباريات وسيناريوهاتها المختلفة، بشجاعة وذكاء، وثبات، أمور مهمة للحد البعيد، وتلعب دورا في النتيجة النهائية.

 

. إذ أن المريخ يلعب أمام منافس يملك ذات الدوافع، وذات الطموح والرغبة، ويملك أدوات تفوق مثلما يملك المريخ، ويضاف لتلك العوامل، امتلاكه لميزة الجمهور في جولة الأحد، وبالتالي لا يمكن إنتظار مباراة من طرف واحد لصالح المريخ، وهو أمر ينطبق على جولة جوبا نفسها، التي أشرت فيها لأن الجيش الملكي يملك الأسلحة التي تمكنه من التسجيل في شباك المريخ، بذات القدر الذي يملك فيه المريخ من القوة الهجومية ما يمكنه من هز الشباك المغربية حتى في موقعة الرباط بالأحد.

 

. لذا، يبقى من المهم أن يستفيد الفريق من درس جولة جوبا التي كان من ضمن نقاط ضعف المريخ خلالها أن المريخ اهتز على صعيد الثقة والثبات حينما بدأت الكفة تميل لصالح الضيوف في الحصة الثانية، وبات المريخ في وضعية استقبال الهجمات، وكانت هذه الفترة من اللعب هي المحك الحقيقي لشخصية الفريق، والامتحان الحقيقي لثقة اللاعبين، ودرجة ثباتهم وتركيزهم، خصوصا وأن المريخ كان متقدما بثنائية نظيفة، وهو تقدم كان يفترض أن يعزز الثقة، ويزيد من الهدوء في التعامل مع وضعية اللعب التي تحولت، لأن هذا التحول يبقى طبيعيا ومتوقعا كون الخصم لم يعد يملك ما يخسره أو ما يدافع عنه، ومن الطبيعي أن يندفع للهجوم، وهو اندفاع كان يمكن امتصاصه عبر تهدئة اللعب، وقتل إيقاع المباراة، وتسيير دقائق الشوط الثاني بذكاء، وانتظار فرصة لقتل المباراة بتسجيل هدف ثالث عبر استغلال اندفاع الخصم.

 

. تلك مواجهة وانتهت، لكن من المهم والضروري استخلاص الدروس للتحضير بشكل أفضل للقاء الأحد، وهو تحضير ينبغي أن يكون أساسه الجانب الذهني والنفسي.

 

. إذ ينبغي أن يدرك كل لاعب في المريخ أن الشخصية القوية، والكاريزما، والثقة والثبات، هي سمات لا بد منها، حال أراد المريخ قلب الطاولة على الجيش الملكي، والعودة ببطاقة التأهل من الرباط.

 

. وينبغي على كل لاعب من المريخ، أن يدرك ويستوعب حقيقة أن مباراة كرة القدم يلعبها فريقين، والفريق المنافس يملك ذات الرغبة والدوافع وأدوات التفوق، وأن مباريات كرة القدم لا يمكن أن تكون مسرحاً للفريق الواحد إلا في حالات نادرة تكون فيها الفوارق شاسعة للحد البعيد بين الفريقين، وبالتالي من الطبيعي أن تمر بأوقات وفترات أثناء المباريات تكون فيها تحت الضغط، وتكون فيها الأفضلية للمنافس.

 

. تلك الأوقات هي التي تحدد شخصية الفريق، والمواقف الصعبة هي التي تخلق الأبطال، وهي التي تميز بين اللاعب الكبير الذي يتحمل المسئولية في الأوقات الصعبة، واللاعب العادي الذي يمكن أن يهتز في المواقف العصيبة.

 

. تلك الأوقات من المباريات يبرز فيها أكثر القادة من اللاعبين، ويفترض أن تظهر فيها الخبرة المكتسبة بكثرة التجارب، وبالتالي فإن قائد المريخ حاليا رمضان عجب، ومن بعده محمد الرشيد، والسماني الصاوي، ينبغي أن يكون لهم دور كبير في الملعب، خصوصا في الأوقات الصعبة، ومن غير المقبول أن يكون تواجدهم في الملعب مثلهم مثل أي لاعب آخر، حينما يهتز الفريق، أو يتعرض لضغط من الخصم، أو تستقبل شباكه هدفا.

 

. إذ تفرض عليهم تجربتهم، وخبرتهم، وتمرسهم أن يلعبوا دورا قياديا في تلك الأوقات، وأن يستنهضوا همم زملاءهم، وأن يقوموا بدور كبير في تحفيز الجميع، وتشجيع زملاءهم، وبث روح الحماس فيهم، وأن يكونوا هم أساس الثقة والثبات، مع عناصر أخرى مثل الحارس النيجيري أوجو وهو قائد بالفطرة قبل أن يكون كابتنا سابقا لفريق انيمبا، كما أن المهاجم قباني ورغم صغر سنه، إلا أنه يتميز ايضا بشخصية قوية ويمكن أن يسهم في هذا الجانب، وكذلك التوزة حال تواجد في الملعب، وحتى آخر المنضمين للفريق مصعب مكين.

 

. للطاقم الفني والجهاز الإداري دور مهم في هذا الجانب، وكذلك قادة الفريق وعلى رأسهم الكابتن أمير كمال الذي أتمنى أن يتسامى فوق وضعه الحالي ويلعب الدور الأبرز في تشجيع زملاءه، ودعم الجانب النفسي والذهني قبل موقعة الأحد.

 

. لكن الدور الأهم يبقى على عاتق من يتواجدون في المستطيل الأخضر، وأتمنى أن تدور نقاشات بين اللاعبين أنفسهم حول ما حدث بالسبت في ملعب جوبا، وضرورة الإستفادة منه وإظهار شخصية مختلفة يوم الأحد بالرباط، وأن يدور نقاش بين اللاعبين فيما بينهم حول كيفية التعامل مع موقعة الإياب، وكيفية التعامل حال تعرض الفريق لضغط، وكيفية التعامل حال تأخر الفريق في النتيجة، وكيفية التعامل حال تقدم المريخ في النتيجة، وكيفية التعامل حال تعرض الفريق لظلم تحكيمي، وكيفية الاحتجاج دون الوقوع في فخ الإنذارات، وكيفية التعامل حال تعرض أحد اللاعبين للطرد ولعب الفريق بنقص عددي، والنقاش حول مختلف السيناريوهات التي يمكن تحدث يوم الأحد، أو في أي مباراة غيرها، لأن نقاش اللاعبين حول هذه الأمور، من النقاط المهمة التي ترفع درجة الاستعداد الذهني والنفسي لديهم للتعامل مع أي سيناريو، ومن النقاط التي تصقل شخصياتهم، وتجعل منهم أكثر قوة وثبات وثقة وتوازن نفسي، وهي أمور ترفع اللاعب درجات من لاعب عادي إلى لاعب مؤثر، ومن لاعب عادي إلى لاعب كبير، ومن لاعب عادي إلى لاعب قائد.

 

. الشخصية القوية مفتاح تحقيق نتيجة إيجابية.